لماذا يجب ان تبدأ شركتك الناشئة في ظل الظروف الحالية في مصر

بواسطة محمود حازم

لا انوي الخوض في احداث ثورة 25 يناير او النتائج المترتبة عليها في مصر، ببساطة لان هذه المدونة ليست سياسية.
لكني لا استطيع ان امر مرور الكرام على هذه الاحداث و النتائج، خصوصاً النتائج و عندما اتحدث عن النتائج، بالتأكيد اعني النتائج ذات العلاقة بالاقتصاد و تأسيس شركات ناشئة.

قد يدهشك ما سأقوله لكن الظروف الحالية في مصر هي افضل ظروف يمكنك ان تبدأ فيها شركتك الناشئة، حسنا قبل ان تظن اني فقط منتش من الثورة دعني اسرد لك اسبابي:

لماذا الظروف الحالية في مصر هي افضل وقت يمكن ان تبدأ فيه شركة ناشئة؟

- منافسة اقل
* في الغالب و كنتيجة للتبعات الاقتصادية المترتبة على الظروف الحالية، ستصبح العديد من الشركات غير قادرة على المنافسة في ظل هذه الظروف.
هل يعني هذا انك قادر على المنافسة؟ بالطبع!

مشكلة هذه الشركات انها شركات كبيرة، تتكلف مصاريف تشغيلية عالية و عندما تبدأ الارباح في الانخفاض يصبح من الصعب ان تحافظ هذه الشركات على هامش ارباحها و تبدأ في اجراءات لتخفيض المصاريف مثل تقليل حجم العمالة، تقليل جودة المنتج المقدم، تقليل كمية الخدمات المقدمة او حتى زيادة الاسعار.

كل ما سبق يصب في صالحك كشركة ناشئة لديها الحد الادنى من العمالة، تحافظ على مصاريف تشغيلها كأقل ما يمكن، تقوم فكرتها على تقديم حلول لمشاكل موجودة بطريقة مبتكرة و غير عادية،  خصوصاً اذا كان ما تقدمه في هذا الوقت يوفر حلول بديلة للمستهلكين بأسعار اقل.

* السبب الآخر الذى يجعل المنافسة اقل امامك، هو تخوف الآخرين من البدء في شركات ناشئة، هناك نسبة كبيرة تفكر بشكل تقليدي، في مثل هذه الظروف الاقتصادية ليس من المنطقي ان ابدأ شركة ناشئة. ربما يكون هذا صحيح اذا كنت تقوم بعمل فندق مثلاً وقتها و في ظل تأثر قطاع السياحة في مصر ليس هذا منطقياً. لكن تخوف الآخرين من بدأ شركات في هذا الوقت يجعلها فرصة جيدة لك من ناحية قلة المنافسة.


- كفاءات متاحة اكتر

كما ذكرنا انه في مثل هذه الاوقات تقوم الشركات بتقليل حجم العمالة لديها، من المتوقع ان تقوم جهات عديدة بعمل الآتي في ظروف ما بعد الثورة:
- بعض الجهات ستسعى لتقليل حجم العمالة عن طريق الاستغناء عن نسبة من الموظفين لمحاولة تقليل مصاريف التشغيل لإستمرار تشغيل الشركة.
- البعض الآخر قد يلجأ لتخفيض رواتب العمالة الموجودة لتقليل مصاريف التشغيل ايضاً.

مثلما يقول المثل، مصائب قوم عند قوم فوائد. كشركة ناشئة سينعكس هذا الامر عليك ايجابياً حيث سيؤدي هذا الامر لتوفر كفاءات في سوق العمل المصري، هذه الكفاءات فقدت وظائفها او تقلصت رواتبها مما سيجعلها اكثر قبولاً لأخذ المخاطرة المتمثلة في:

- تأسيس عمل خاص بها (خيارات اكثر لك عند اختيار شركاء مؤسسين).
- مستعدة للعمل في شركات ناشئة (توظيف كفاءات اعتادوا العمل في شركات متعددة الجنسيات فقط).
- تقبل راتب مناسب و ليس مبالغ فيه (توظيف الكفاءات مهم لك كشركة ناشئة و لكن من المهم ان تبقي مصاريفك عند الحد الادنى).


- امثلة سابقة

العديد من الشركات الناجحة حالياً قد بدأت في ظل اوضاع اقتصادية سيئة، بعضها حتى بدأ اثناء ازمات او انهيارات اقتصادية. اقرب مثال لنا شركتي مايكروسوفت و ابل، الاثنتان بدأتا في السبعينات في وقت الكساد.

الخلاصة:
تأسيس شركة ناشئة في ظروف اقتصادية سيئة لا يعني انعدام فرص نجاحها، كما ان تأسيسها في ظل ظروف جيدة لا يضمن نجاحها ايضاً، بالتأكيد فإن الظروف المحيطة و ظروف الاقتصاد تؤثر و لكنها ليست العامل الوحيد.
الاهم، هو رواد الاعمال المؤسسين للشركة الناشئة، شخصيتهم، نظرتهم للامور و كيفية ادارتهم للشركة الناشئة، هذا هو فعلاً ما يشكل الفرق الحقيقي.