الأفكار الناجحة (كيف تختار فكرة شركتك الناشئة؟)

بواسطة محمود حازم

اليوم سنتناول تدوينة لرائد الاعمال التسلسلي أمير خلة تتحدث عن الأفكار الناجحة و كيفية إختيار الفكرة التى يجب عليك تنفيذها من ضمن عدة أفكار لديك بالفعل، قبل أن نبدأ، أنصحكم بقراءة هذه التدوينة للصديق رؤوف شبايك للتعرف على أمير بشكل أكبر :)

يقول أمير في تدوينته: “كيف تختار فكرة شركتك الناشئة”:

يبدو أن كثرة الأفكار تشل العقل! فكلما كثرت الأفكار، قلت احتمالات اختيار فكرة معينة والتصرف على أساسها.
وعندما تواجهنا هذه المفارقة في اختياراتنا، فإن بعضنا يلجأ إلى تأجيل عملية الاختيار، والبعض الأخر يختار الفكرة ويظل يغالب أحساساً بالذنب حيال كل تلك الأفكار الأخرى التي أهملها، وهناك أيضاً من يصيبهم هذا الأمر بالحيرة إلى الحد الذي يظلوا واقفين “محلك سر” يتحسسون خطواتهم نحو الاتجاه الصحيح.

لكن الأمر ليس بتلك الصعوبة على الإطلاق!

فبعد أن وجدت نفسي عالقاً في المربع صفر عدة مرات، استطعت أن أتوصل لمعادلة سريعة جعلت علاقتي باختيار الأفكار أمراً سهلاً وسلساً. فقد توصلت إلى وضع قائمة بتسعة أسئلة تعمل في الغالب على تنحية كل الأفكار جانباً ما عدا فكرة واحدة أو اثنتين يمكنني أن أبدأ بتنفيذهما دون أن يداهمني الشعور بالذنب أو أنني عالق في مكاني لا أتحرك. وهذه الأسئلة هي:
أي هذه الأفكار يثير حماستك أكثر؟
أعتقد أن ضبط النفس وهم أو خرافة من الخرافات. فإذا لم أستطع أن أشعر بالحماس والإثارة ناحية شيء، فلن أستطع أيضاً أن أدفع نفسي إلى تنفيذه. فأنا أفضل أن أقضي وقتي في تنفيذ الأشياء التي تثيرني وتشعرني بالحماس تجاهها. فعندما أعمل على فكرة ما تثير حماستي، فسوف أحب أن أقضي وقتي كله في تنفيذها، إلى الحد الذي يجعلني أجبر نفسي بكل معنى الكلمة على أترك عملي في هذه الفكرة لعدة ساعات أذهب فيها للنوم، بل إنني ما ألبث أن أنام حتى أستيقظ من جديد لأستأنف العمل على تلك الفكرة المثيرة. أما إذا كنت سأحاول أن أجبر نفسي على الالتزام بفكرة ما لا أحبها، فإن نصف طاقتي سيضيع في بالفعل في محاولة ضبط نفسي وإقناعها بضرورة تنفيذ هذا الأمر، مما لا يترك مجالاً كبيراً للإبداع أو تنفيذ الفكرة بالفعل. إنها عملية مضنية أحاول أن أتجنبها بأن أختار منذ البدائية العمل في الفكرة التي تثير حماستي إلى أقصى حد.
أي الأفكار يمكنك أن تبدأ بها الآن؟
اختر فكرة تعلم بالفعل كيف تنفذها، بدلاً من الفكرة التي تحتاج منك أن تتعلم شيئاً جديداً لتنفيذها؛ لأنك حين تنتهي من تعلم ما تريد، فمن المحتمل أن تكون قواك قد خارت وفقدت حماستك لتنفيذ الفكرة. فلا تضيع وقتك في تعلم أداة تصميم أفضل أو لغة برمجة جديدة؛ فالأشياء التي تعرفها بالفعل الآن ستكون أكثر قيمة في تنفيذ الفكرة. كما أنه من الممكن دائماً أن تحول لاحقاً لأداة تصميم أو لغة برمجة أفضل، لكن كل ما تحتاجه الآن في هذه الخطوة هو الزخم والقوة الدافعة والتي تأتي عادة من خلال التنفيذ، وليس التعلم.
أي هذه الأفكار ستحصل على ملاحظات عنها بشكل أسرع؟
التنفيذ شيء ومعرفة النتائج شيء أخر. فلدي صديق يعكف على تنفيذ فكرته منذ 14 شهراً حتى الآن، وهو يسير جيدا في مراحل التنفيذ، لكنه لم يطرح مشروعه الناشئ للجمهور بعد. فالحصول على نتائج سريعة، والتغيير الفوري سيسرع بالتأكيد من خطوتك في طريق تحويل الفكرة إلى منتج. فإذا كانت الفكرة تبدو كبيرة ومعقدة، فخصص بعض الوقت لتفكيك الفكرة إلى أجزاء للوصول إلى لب أو جوهر الفكرة. اسأل نفسك: ما هو أول شيء أو شيئين يمكن أن أحصل على ملاحظات سريعة عنهما من المستخدمين؟ وستعرف عندئذ ما إذا كانت هذه الفكرة جيدة أم لا.
أي هذه الأفكار يمكنك إطلاقها بأقل قدر من المساعدة الخارجية؟
أنا أحب العمل مع الناس، لكنني أعلم أن العثور على الأشخاص المناسبين (الشركاء المؤسسين، الأشخاص الذين يعملون بالقطعة، الخ.) يستغرق الكثير من الوقت. وكمبادر ورائد أعمال فإن هدفك هو أن تجد طريقة تنطلق من خلالها بفكرتك حتى تكتشف ما إذا كانت الفكرة ناجحة أم لا، بدون الاعتماد على مصادر خارجية. فإذا كنت لا تعرف في كتابة الأكواد فابدأ بتطوير نموذج أولي prototype للمشروع باستخدام الأدوات المتاحة أمامك حالياً، وقم باختباره، ثم عيّن بعد ذلك من المبرمجين من يجيدون كتابة الأكواد وصناعة المنتج الحقيقي. وإذا كانت الفكرة تعتمد على بيانات حقيقية، فاسأل نفسك: هل يمكن اختبار الفكرة من خلال إحصاءات لبيانات غير حقيقية أولاً؟ وإذا كانت الفكرة تتطلب إنشاء خلفية للموقع backend أو قاعدة بيانات هائلة، فابحث عن إمكانية استخدام المنصات المتوافرة أو أحد أنواع الواجهات البرمجية application programming interface (API) لتنفيذها. ولا يفوتنا أن نقول أن هناك أفكار سيكون تطبيقها أسهل من أفكار أخرى في هذا المجال.
أي هذه الأفكار يحل مشكلة من مشاكلك؟
أنا أحب العمل على الأفكار التي تولدها إحباطاتي الشخصية. ويبدو أنه إذا كنت كثير التذمر من شيء فإن ذلك الأمر يدفعك إلى ترك منطقة راحتك ويؤهلك لأن تجد حلاً لهذا الشيء الذي يجلب التذمر. وكلنا نتذكر جيمس دايسون الذي كان يشعر بعدم الرضا عن مكنسته الكهربائية، وكيف أن ذلك الإحباط أوصله لأن ينجح في إنشاء شركة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات من ذلك الأمر. ونتذكر أيضاً كيف أن شركة مثل 37 Signals لتطبيقات الإنترنت قادها الإحباط من أدوات إدارة المشاريع المعقدة لبناء وإطلاق برنامج Basecamp لإدارة المشروعات على الإنترنت. إذن في المرة القادمة التي تشعر فيها بالإحباط تجاه شيء، فقد تكون هذه فرصتك لتحقيق حلم بالمليارات.

نستكمل الجزء الباقي من تدوينة أمير في تدوينة لاحقة إن شاء الله.