ما هي صفات رائد الأعمال؟

بواسطة محمود حازم

من عدة أعوام، قرأت كتاب Start Up: An Entrepreneur’s Guide to Launching and Managing a New Business، للمؤلف William J. Stolze، الكتاب طبع أول مرة عام 1996 و لكن رغم هذا طبعت منه عدة طبعات لاحقة و في كل طبعة جديدة يقوم المؤلف بإضافة محتوى جديد. و رغم قدم احدث طبعات الكتاب إلا انه يحتوي على معلومات مفيدة الى الآن. رغم هذا، لا انصح بقراءته و بدلاً من ذلك يفضل اختيار كتب احدث منه.

على اي حال، يتناول الكتاب ضمن ما يتناول صفات رائد الأعمال، و هو جزء أرى انه يستحق المشاركة معكم.

يقول ويليام ستولز:

“تعد الظروف التي تسهم في تشكيل شخصية رائد الأعمال مسألة معقدة، حيث تشمل هذه الظروف عوامل من البيئة التي نشأ فيها الفرد والوضع العائلي والسمات الشخصية. لقد نالت هذه المسألة قدرا كبيرا من الدراسة والبحث على حد سواء. وتمثل المناقشة التالية ملخص لملاحظاتي الخاصة بالاضافة الى بعض استنتاجات الآخرين.

إذا سألت أي خبير حول وصف رائد الأعمال الناجح منذ 20 أو 25 عاما مضت، لجاءت الإجابة كالآتي:
أن يكون رجلا، لديه طفل واحد، يتراوح عمره ما بين 35 و 45 عاماً، حاصل على بكالوريوس أو ماجستير في الهندسة، يمتلك والده متجراً للمعدات عندما كان صغيرا، قام بتوصيل الصحف و بيع الليمون.

الآن، هل ينبغي أن تشعر بالقلق إذا لم تكن متواءما مع هذا النمط المتكرر؟ على الإطلاق. يمثل قليل جداً مما سبق العوامل التي تحدد مدى نجاح أو فشل رائد الأعمال. لكن هناك صفات تعد مشتركة بين رواد الأعمال الناجحين و هي الصفات التى يجب ان تقلق اذا لم تكن موجودة بك!

السمات الشخصية المشتركة في رواد الأعمال الناجحين:

الدافع المطلوب تحقيقه

في كافة الحالات تقريبا، يمتلك رائد الأعمال الناجح دافعا كبيرا يرغب في تحقيقه. ويميل لأن يكون صاحب الفعل الذي يمسك بزمام الأمور دائما. وعادة ما يكون رائد الأعمال الناجح محبا للمنافسة. وقد انتهى كثير من الباحثين أن السمة الأساسية السائدة بين رواد الأعمال الناجحين هي الرغبة في النجاح والحاجة إلى تحقيقه في جميع الخطوات التي يتم القيام بها. لا يرغب رائد الأعمال الناجح في شغل المركز الثالث أو الثاني، بل يرغب أن يكون الأول دائما.
عادة العمل الدؤوب

يعتبر إنشاء شركة جديدة مهمة صعبة. لا تدع أي شخص يخدعك في ذلك، فرواد الأعمال يتميزون دائما بالقدرة على العمل الشاق.
الاستقلالية

يميل رواد الأعمال إلى الاستقلالية، ولا يشعرون بالسعادة عند إجبارهم على الامتثال لأمر معين أو السير في نهج الآخرين، فهم نوع من الناس يجد صعوبة في العمل لدى الآخرين حيث يرغبون في وضع أهدافهم بأنفسهم. من الصعب أن تتخيل شخص أكثر استقلالية من ستيف جوبز وستيف وزنياك، مؤسسي شركة آبل للكومبيوتر، أو بيل جيتس، مؤسس ميكروسوفت.
القدرة القوية على القيادة

قد يكون إنشاء شركة جديدة خبرة مروعة محفوفة بالشكوك والمخاطر. يتطلب إنشاء مؤسسة صغيرة ناجحة خلال هذه الأوقات العصيبة توفر العديد من المهارات القيادية.
البصيرة

هناك الكثير من أصحاب الشركات الناجحة الذين كانوا أوفر حظا واستطاعوا إتمام تعليمهم الأساسي الذي لا يرقى أبدا إلى مستوى الكليات. نعم، يبدو أن هؤلاء قادرين دائما على القيام بالتصرف الصحيح. يمكنك القول بأن ذلك مجرد إحساس، بصيرة، أيا كان ما تدعو. يبدو أن رواد الأعمال الناجحين يتمتعون بالقدرة على إصدار الحكم الصائب عند اتخاذ القرارات الحرجة في العمل.
المقامرة الإجبارية

عادة ودون أي استثناء، لا يعتبر مؤسسو الشركات الجديدة مقامرين، بل أشخاص منجذبة إلى مواقف يتحدد فيها النجاح من خلال المهارات الشخصية أكثر من الصدفة. يفضل هؤلاء دائما تحديد مصيرهم بالعمل الشاق واتخاذ القرارات الواعية بدلا من الاعتماد على الحظ.
المخاطرة

على العكس من الرأي الشائع، لا يخوض رواد الأعمال في مخاطرات كبيرة. فمن خلال إصدار المنتج الواعي واختيار السوق والتمويل الإبداعي وبناء فريق عمل جيد والتخطيط تكون المخاطر الحقيقية التي تحيط بإنشاء شركة جديدة منخفضة جدا. في عالم المشروعات الصغيرة، يكون التفاؤل رخيصا وينتهي أمر المخاطرين مبكرا.
هناك عوامل اخرى غير ذات صلة مثل:
العمر

لم يعد العمر ببساطة أمرا مهما في هذه المسألة. خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات تراوح عمر الغالبية العظمى من مؤسسي الشركات بين الثلاثين والأربعين. ولم يبدو ذلك صحيحا خلال فترة الثمانينيات أو الوقت الحالي، كانا ستيف جوبز و ستيف وزنياك في أوائل العشرينات حين قاما بتأسيس شركة آبل. من ناحية أخرى كان راي كروس في التاسعة والخمسين حينما وضع اللبنة الأولى لسلسة مطاعم ماكدونالدز.
الحالة الاجتماعية

يعتبر ذلك العامل في الغالب، ولكن ليس دائما، غير ذي صلة. فبالنسبة للمرأة، قد لا تكون فترة الحمل أو وجود أطفال في مرحلة ما قبل الالتحاق بالدراسة الوقت الأمثل لإنشاء شركة ناشئة جديدة. وبالنسبة للرجل الذي يعتبر العائل الوحيد للأسرة، قد لا يكون وجود طفلين أو أكثر في المدرسة الوقت الأمثل أيضا لإنشاء مشروع ناشئ. ولكن ذلك لا يعني عدم قيام هؤلاء بإنشاء شركة جديدة بقدر ما يعني أنهم كان من الأفضل أن يقوموا بتلك الخطوة في مرحلة سابقة أو من الأفضل الانتظار لعدة سنوات حتى يصبح الوقت ملائما لذلك.
مستوى التعليم

يعتبر توفر المعرفة والمهارة أمرا في غاية الأهمية مقارنة بالطريقة التي تم من خلالها اكتساب هذه المعرفة والمهارة. قد تكون العديد من الدرجات العلمية عائقا أكثر منها عاملا مساعدا. فقد ذكر أحد الباحثين حديثا أن درجة الدكتوراه تمثل واحدة من أكبر المعوقات التي قد تقابلك عند إنشاء مشروع جديد. على سبيل المثال، ترك بيل جيتس، مؤسس ميكروسوفت، جامعة هارفاد بعد عامه الثاني.”