في الجزء الأول من هذه التدوينة: “الأفكار الناجحة (كيف تختار فكرة شركتك الناشئة؟)” إستعرضنا الجزء الأول من نصائح “أمير خلة” في كيفية إختيار الفكرة الأفضل لشركتك الناشئة القادمة بين الأفكار المختلفة التى لديك.
نستكمل ما قاله أمير:
”
ما الفكرة التي تتفق مع أغراضك وأهدافك؟
أعلم أن ذلك قد يبدو حديثا، ولكنه حقيقي. فبينما تنظر في الأفكار المختلفة، ستجد بعضا منها أكثر نفعا من الأخرى. إذا كنت بحالة صحية جيدة، قد تشعر ببعض ردود الأفعال الإيجابية تجاه بعض الأشياء مقارنة بأشياء أخرى. مايكل ويز، كاتب سيناريو شهير، قال مرة إن القصص الجيدة تؤثر على أعضائه بطرق مختلفة، وأن القصص الأكثر روعة تثير أكثر من عضو لديه. فالأفكار الجيدة تملك عليك تفكيرك وتزيد من سرعة ضربات قلبك وضخ الرئتين للهواء اللازم للتنفس.
عندما تتوافق الفكرة مع الغرض الذي حددته، قد لا تحتاج جهدا لتنفيذها. فقد يحالفك حظ المبتدئين وتحصل على مساعدات غير متوقعة دون أن تطلب ذلك.
بالفعل، أنت لا تحتاج إلى تحديد غرض معين والبحث عن فكرة ملائمة، حيث أعتقد أن هذه المحاولة غير مثمرة. ستثير الفكرة الجيدة لديك شعورا بأن تعمل على تحقيق شيء أكبر منك كما ستثير رغبتك حتى في مساعدة الآخرين.
وتذكر، لا يعني توفر القدرة على التنفيذ ضرورة التنفيذ.
ما الأمر الذي ترغب في العمل عليه خلال السنوات العشرة القادمة؟
أصبحت الحبة السحرية للنجاح ليلا وجمع الثروات الفورية والاستحواذ المبكر الوضع الراهن لريادة الأعمال (أحد التناقضات اللفظية في ضوء استهداف رواد الأعمال لتحدي الوضع الراهن). يجدي ذلك نفعا مع البعض بينما لا تكون له قيمة مع البعض الآخر، وهو السبب وراء اختياري لأي فكرة تصبح جزءا من حياتي خلال السنوات العشرة القادمة، بدلا من فكرة أخرى أتنازل عنها على الفور مقابل الحصول على حفنة ملايين من الدولارات وبعض الشهرة التي سأحظى بها من خلال ذكر اسمي على مدونات بعض الشركات الناشئة.
وقد سئل مات مولنويج، مؤسس وورد بريس، في المقابلة التي أجراها معه جاسون كالاكانيس، حول رفضه لعملية استحواذ تصل إلى 300 مليون دولار. وجاء رده بسيطا ومذهلا: “لأنني سأنفق الكثير من الوقت والمال في محاولة اكتشاف شيء مثير آخر لأعمل فيه كل يوم.”
إذا كنت تستمتع بالعمل الذي تقوم به كل يوم، لماذا تتخلي عنه إذن؟ ما يدعو للسخرية حقا أن ذلك ما يحدث عندما تحظى بعروض استحواذ مغرية جدا!
ما الفكرة التي تتوقع استمرارها لعدة سنوات من الآن؟
لا تختر الأفكار التي تعتمد على الاتجاهات أو السلوكيات المتغيرة أو العابرة للمستهلك. بدلا من ذلك، اختر الأفكار التي تفيد في حل المشكلات التي قد تصبح ذات صلة أو أكثر أهمية بعد عدة سنوات من الآن. لماذا؟ لأنها ستوفر لك ضمانا أن الأشخاص سيستمرون في محاولة الحصول على حل بعد عشر سنوات من الآن، مما يساعدك على تركيز طاقتك على بناء حلول طويلة الأجل أكثر من مجرد حلول سريعة الزوال.
ما الأمور التي لا تمانع في التخلص منها؟؟
إذا كنت ترتبط بشدة مع أفكارك، قد تحول هذه الأفكار دون قيامك ببعض الخطوات الموضوعية بينما ستمنعها أنت بدورك من النمو والتطور. بالنسبة لي، تشكل أي فكرة عذرا للتحدث إلى العملاء وجها لوجه. فهي تبدو كشعار جيد لن تحتاجه فيما بعد عندما تدخل المرحلة التالية من تأملاتك. كي ينجح مشروعك، يجب أن يكون اهتمامك بعملائك ومشكلاتهك أكثر من اهتمامك بأفكارك.
اشتهر هيمنجواي بقوله “اقتل ما تحب”. أعتقد أن ذلك أمرا صحيا يمكنك القيام به من وقت لآخر.
ماذا إذن لو اتبعت هذه الطريقة وكنت متحيرا بين فكرتين بنفس القدر؟ اختر واحدة منهما ولا تلتفت إلى الوراء. بعد ذلك، لا يهم الطريق الذي اخترنا السير فيه بقدر ما يهم كيفية اختيار طريقة السير نفسها لأنها تضعنا بحق أمام أنفسنا وتساعدنا في تغيير العالم من حولنا. تبدأ الإنجازات العظيمة عادة بأفكار بسيطة تم الاهتمام بها والتركيز عليها.
”