لماذا لا افضل الحصول على تمويل لشركتي الناشئة في مرحلة التأسيس!
بواسطة محمود حازم
عندما نسمع عن خبر حصول شركة ناشئة على تمويل او دخولها حاضنة اعمال تجد المتابعين ينقسموا الى قسمين، الاول يتعامل مع الامر على ان الشركة فازت باليناصيب و الثاني يرى ان افضل حل لرواد الاعمال هو ان يطلقوا شركاتهم بالإعتماد على التمويل الذاتي. و لكل قسم ستجد دفوع منطقية يؤيد بها رأيه، لكن مثل كل شيء آخر في دنيانا فهناك ايجابيات و سلبيات لنفس الشيء. توجد العديد من الايجابيات للحصول على تمويل و كذلك العديد من السلبيات.
ما سأتطرق له في موضوعي هو اسباب عدم تفضيلي للحصول على تمويل لشركتي الناشئة في مرحلة التأسيس او الفكرة Seed Stage، علماً ان في حالتي فالأمر الذى يهمني في المقام الأول النصح و الارشاد الذى تحصل عليه Mentoring عندما تحصل على تمويل من شركة رأس مال مخاطر او تدخل حاضنة اعمال تكنولوجية.
لماذا لا افضل الحصول على تمويل لشركتي الناشئة في مرحلة التأسيس:
- محاولة الحصول على تمويل تتسبب لك بالتشتيت.
في مرحلة التأسيس لشركتك الناشئة حينما تكون الشركة مجرد فكرة فإن تركيزك الاساسي يكون على المنتج الذى تسعى لبناءه او بناء نموذج أولي منه، محاولة الحصول على تمويل بينما تبني منتجك تشتتك عن هدفك الاساسي و هو بناء المنتج لتجعلك تبدأ في تحضير عروض تقديمية للمستثمرين و التدرب على كيفية إلقاء فكرتك عليهم الى اخر هذه الامور التى تستنزف طاقتك الخلاّقة في غير مكانها من اجتماعات، مقابلات، امور قانونية و عقود! يفترض ان يكون هدفك في هذه المرحلة هو بناء منتج ناجح و ليس اثارة اعجاب المستثمرين.
- قد يأتي الامر بنتائج عكسية.
المستثمرين غير عاطفيّبن، يتعاملوا مع الحقائق المجردة و لا يأخذوا بالأحلام. محاولتك للحصول على تمويل و انت غير مستعد او منتجك غير جاهز اثناء فترة التأسيس لشركتك الناشئة قد تأتي بنتائج عكسية. ستتعرض للإحباط، ستثبط عزيمتك و قد يثنيك هذا عن إكمال ما بدأت خصوصاً اذا كنت رائد اعمال لأول مرة او تتعامل مع المستثمرين لأول مرة.
- استراتيجية الخروج اهم من بناء شركة ناجحة؟
عندما تبدأ محاولة الحصول على تمويل ستسمع السؤال التقليدي، ما هي استراتيجية الخروج الخاصة بك؟ ماذا لو كنت ترغب في بناء شركة ناجحة ذات ربح على المدى الطويل، او كنت ترغب في النمو لتصبح شركتك كيان كبير مستقل لا ينتهي مشوارها بالاستحواذ عليها من شركة اخرى. في هذه الحالة عليك التفكير مرة اخرى، فالمستثمرون يرغبوا في استرجاع اموالهم سريعاً و في مدة قصيرة – غالباً استثمارهم في شركتك هو استثمار متوسط الاجل اي لا يجب ان يطول عن خمس سنوات – و مع وجود المستثمرين يمكنك نسيان بناء شركة مربحة على المدى الطويل لصالح الخروج السريع.
- على الارجح ستحصل على صفقة غير جيدة.
على الارجح ستحصل على صفقة تمويل غير جيدة نظراً لعدم وجود ما تتفاوض عليه، هذا الوقت هو اسوء وقت لتدخل في تعامل مالي مع طرف آخر. الامر الآخر، اذا كنت رائد اعمال لأول مرة تقوم بإنشاء شركتك الناشئة الاولى، لن يكون لديك خبرة سابقة في كيفية التفاوض حول بنود “وثيقة الشروط” مما سيتسبب على الارجح في حصولك على صفقة تمويل غير جيدة.
- تخليك عن حصة من الملكية و فقدانك زمام الامور.
اياً كان نوع المستثمر – مستثمر فرد او شركة رأس مال مخاطر – الذى تحاول الحصول على تمويل منه، في مقابل إستثماره في شركتك فهو يحصل على حصة من الملكية بها في المقابل و كما ذكرنا في النقطة السابقة لا يوجد لديك نقطة قوة تستند إليها في البداية مما يتسبب في حصولك على صفقة تمويل غير جيدة من خلال حصول المستثمر على حصة ملكية اكبر مقابل استثماره نظراً لأن الافكار لا تساوي شيئاً. الامر الآخر، عندما تحصل على استثمار يبدأ المستثمر في التدخل في كيفية ادارتك للشركة، هل قمت بإنشاء شركتك الخاصة حتى يملي عليك احد كيفية إدارتها؟
- يفقد العملاء مكانهم على رأس قائمة أولوياتك.
كما ذكرنا في الاعلى ان المستثمر يبدأ التدخل في ادارة الشركة، فإهتمامك يبدأ في الإتجاه ناحية المستثمر بدلاً من التركيز على العملاء و تحسين تجربتهم ليتحول الامر من بناء المنتج الذى يريده العميل الى بناء المنتج الذى يريده المستثمر.
- قد يتحول الى إدمان.
إنفاق نقود الآخرين هو امر يدعو إلى الإدمان، لا يوجد اسهل من انفاق مال لا يخصّك و لكن هذا الامر يجعلك تنفقه بدون حرص كافي و هو ما يؤدي الى نفاذ النقود بسرعة، وقتها ستحتاج الى الحصول على المزيد و حتى تحصل على المزيد فالمستثمرين سيحصلوا على المزيد ايضاً لكن من حصة الملكية في شركتك. ناهيك عن فقدان متعة المخاطرة و عدم خوض تجربة إنفاق نقودك الخاصة على شركتك.
مسألة الحصول على تمويل من عدمه مسألة معقدة، يجب ان يتم تناولها من العديد من الزوايا و وجهات النظر، لكن هذه اسبابي لعدم تفضيلي الحصول على تمويل لشركتي الناشئة في مرحلة التأسيس. ما كتبته لا يعني بالضرورة ان الحصول على تمويل لشركتك الناشئة هو امر سيئ او لا يجب ان تلجأ له على الاطلاق. نظرتي للامور ليس امراً مسلم به عليك ان تأخذ به! ما يجب عليك فعله هو ان تأخذ الامور في الاعلى في حسبانك عندما تفكر في الحصول على تمويل لشركتك الناشئة و تحاول ان تتجنبها في حالة سعيك للحصول على استثمار لشركتك الناشئة.
و تذكر، شركتك الناشئة هي امر شخصي و خاص بك. لذا حدسك الداخلي هو افضل مرشد لك، اعتمد عليه.
شكراً علي النصائج المفيدة التي اراها منطقية جداً
هل ممكن مزيد من الشرح حول إستراتجية الخروج ؟؟؟
اهلاً اسامة،
معذرة على التأخر في الرد .. إستراتيجية الخروج Exit strategy هو ما يقصده المستثمرون بالطريقة التى ستمكنهم من الحصول على الاستثمار الذى دفعوه بالإضافة الى عائد هذا الإستثمار.
في معظم حالات الشركات الناشئة يحدث هذا عندما تستحوذ شركة كبيرة على الشركة الناشئة، فتحصل الشركة المستثمرة على حصة من قيمة صفقة الإستحواذ بنسبة الملكية التى حصلت عليها عند إستثمارها في الشركة الناشئة.
أحياناً يحدث ان تكبر الشركة الناشئة للمرحلة التى تطرح بها أسهمها في البورصة، وقتها يحصل المستثمر على نقوده عن طريق بيع أسهم الشركة التى تمثل حصة ملكيته التى حصل عليها عند الإستثمار.
مثال: مستثمر إستثمر ١٠٠ جنيه في شركة و حصل مقابل إستثماره على ١٠٪ من حصة ملكيتها (الامر الذى يجعل قيمة الشركة السوقية ١٠٠٠ جنيه). الآن لنفترض ان شركة أخرى إستحوذت على الشركة الناشئة بقيمة ٥٠٠٠ جنيه، هذا الأمر يخوّل المستثمر في الحصول على ٥٠٠ جنيه من قيمة الصفقة و هي ال١٠ بالمائة من ملكية الشركة الناشئة بالقيمة السوقية لصفقة الإستحواذ.
عندما تخاطب مستثمراً، فإنه يرغب في معرفة إستراتيجيتك للخروج لأنها بالنسبة له الوسيلة التى سيسترد بها العائد على الإستثمار الذى سيضعه في شركتك الناشئة. في العادة شركات رأس المال المخاطر تبحث عن عائد على الإستثمار ROI يصل الى 10x أي عشر اضعاف .. بمعنى إذا استثمرت ١ جنيه فأنا ابحث عن عائد على الاستثمار ١٠ جنيه.
أتمنى ان اكون قد اوضحت الامر، و اذا كان لديك اسئلة اخرى رجاءً اخبرني